الكوكايين وجبة صحية جدا!!

وجبات المدارس التي يعرفها معظمنا تتنوع بين الجبن والمربى والبسكويت رغم تفضيل الكثير منا للاستغناء عنها بـ "الكانتين" الموجود في المدرسة، أما الآن فينتشر
بجانب الكافيتريات المخدرات والسجائر عند العاملات.
ولكن أضافت بوليفيا ضرورة وجود أوراق من نبات الكوكا "المادة الخام اللازمة لصنع الكوكايين" بوجبات الإفطار في المدارس، وذلك خلال إعلان وزير الخارجية
دافيد شكويهوانكا في صحيفة "لا رازون " الأسبوع الماضي

وكانت الحكومة الجديدة للرئيس ايفو موراليس - احد مزارعي الكوكا- قد تعهد بمكافحة تجارة المخدرات مع حماية زراعة الكوكا في بوليفيا التي تعد ثالث أكبر منتج للكوكايين في العالم بعد كولومبيا وبيرو.

ويحتوى نبات الكوكا على نسبة عالية جدا من الكالسيوم بشكل يفوق الألبان، حيث تحتوي الورقة الواحدة منه على 18.9 سعر حراري من البروتين و45.8 مليجرام من الحديد و1540 مليجرام من الكالسيوم وفيتامينات A، B1 ،B2 ،E ،C ، وفقا لدراسة أجريت في عام 1975 في جامعة هارفارد الأمريكية.

وبعدما تمكن العالم ألفرد نيمان عام 1860 من عزل المادة الفعالة في نبات الكوكا بدأ استعماله في صناعة الأدوية نظراً لتأثيره المنشط على الجهاز العصبي المركزي، واستخدم بكثرة في المشروبات الترويحية وبخاصة الكوكاكولا، لكن استبعد من تركيبتها عام 1903.

وتعتبر أميركا اللاتينية إمبراطورية الكوكايين في العالم حيث تصل معرفتها به لأكثر من ألفي عام ومنها انتشر إلى معظم أنحاء العالم، وتمثل السوق الأميركية أكبر مستهلك لهذا المخدر في العالم.
وتحتاج زراعة الكوكايين إلى درجات مرتفعة الحرارة والرطوبة، وهو نبات معمر يمكن لشجرته البقاء لمدة عشرين عاماً، وتحصد ست مرات في العام الواحد.

تختلف طرق تعاطي المخدرات عموما من صنف إلى آخر ومن شخص إلى شخص، فالبعض يفضل تعاطيها منفرداً والبعض الآخر يشعر بنشوة وهو يتعاطاها وسط مجموعة وبالنسبة للمخدرات نفسها فالبعض يفضل الشم والبعض الآخر يفضل التدخين وبعض ثالث يفضل الحقن في الوريد، أما الكوكايين فيؤخذ بطرق متعددة سواء عن طريق التدخين أو الاجترار تحت اللسان أو البلع أو مع بعض الأطعمة والمشروبات، بالشم أو الحقن أو بالمضغ.
وفي بداية التعاطي يشعر المدمن بنوع من السعادة والنشاط المتدفق، ولكن سرعان ما يعقب هذه الحالة الكسل والهبوط واللامبالاة والضعف العام، فيحاول أن يعوضها بجرعة أخرى، فيدخل في مرحلة ثانية تظهر عليه اضطرابات سلوكية من أهمها الأخاييل فيشعر بأن كل ما يحيط به يتحرك، وبأن حشرات صغيرة تزحف على جلده وتخترقه، ليدخل في مرحلة الثالثة وهى مرحلة انحطاط تام لجميع وظائف الجسم وتفكك لشخصيته.

وتوصل فريق من العلماء إلى أن تعاطي الكوكايين بشكل متكرر يتلف الخلايا الدماغية التي تثير الشعور بالنشوة التي يحسها المتعاطون ويتلاشى مفعول الكوكايين بعد مرور ما بين 15 دقيقة ونصف ساعة على استنشاقه، لذلك فالمدمنون مضطرون لأخذه باستمرار كل عشرين دقيقة من أجل الإبقاء على مفعوله ولكن يقود أخذ جرعات كبيرة منه إلى الوفاة بسبب السكتة القلبية أو تَعَطُّل الجهاز التنفسي.

ومن أطرف مؤامرات تهريب الكوكايين قيام بريطانيين بزرع عبوات من المخدر جراحياً داخل أحشاء كلبين لتهريب 13 كجم، ولكن المسؤولين في صالة العبور في مطار أمستردام في الرحلة بين كولومبيا ولندن أبلغوا الأطباء البيطريين لتقصي الأمر بعد أن لاحظوا أن أحد الكلبين كان نشطاً بينما الآخر كان خاملا فاستخرج الأطباء 11 كيساً من المخدر من أحدهما وعشرة من الكلبة الأخرى والتي قطع أحد الأكياس في أحشائها.